فصل: الآيات (16- 23)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


*2*15 -  سورة الحجر مكية وأياتها تسع وتسعون‏.‏

*3*  مقدمة سورة الحجر

أخرج النحاس في ناسخه، وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ نزلت سورة الحجر بمكة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنه قال‏:‏ نزلت سورة الحجر بمكة‏.‏

*3* التفسير

 آية 1 - 2

أخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏الر‏}‏ و ‏{‏الم‏}‏ قال‏:‏ فواتح يفتتح بها كلامه ‏{‏تلك آيات الكتاب‏}‏ قال التوراة والإنجيل‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏الر تلك آيات الكتاب‏}‏ قال‏:‏ الكتب التي كانت قبل القرآن ‏{‏وقرآن مبين‏}‏ قال‏:‏ مبين، والله هداه ورشده وخيره‏.‏

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس وعن مرة، عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله‏:‏ ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ قالوا‏:‏ ود المشركون يوم بدر حين ضربت أعناقهم حين عرضوا على النار أنهم كانوا مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏ربما يود الذين كفروا‏}‏ قال‏:‏ ذلك يوم القيامة، يتمنى الذين كفروا ‏{‏لو كانوا مسلمين‏}‏ قال‏:‏ موحدين‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ قال‏:‏ هذا في الجهنميين‏.‏ إذا رأوهم يخرجون من النار‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وهناد بن السرى في الزهد، وابن جرير وابن المنذر والحاكم في صححه، والبيهقي في البعث والنشور، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ما زال الله يشفع ويدخل الجنة ويشفع ويرحم، حتى يقول‏:‏ من كان مسلما فليدخل الجنة‏.‏ فذلك قوله‏:‏ ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث، عن ابن عباس وأنس رضي الله عنهما، أنهما تذاكرا هذه الآية ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ فقالا‏:‏ هذا حيث يجمع الله بين أهل الخطايا من المسلمين والمشركين في النار، فيقول المشركون‏:‏ ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون‏.‏‏.‏‏.‏‏!‏ فيغضب الله لهم، فيخرجهم بفضل رحمته‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وهناد والبيهقي، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ قال‏:‏ إذا خرج من النار من قال‏:‏ لا إله إلا الله‏.‏

وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند صحيح، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صاى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن ناسا من أمتي يعذبون بذنوبهم فيكونون في النار ما شاء الله أن يكونوا، ثم يعيرهم أهل الشرك فيقولون‏:‏ ما نرى ما كنتم فيه من تصديقكم نفعكم‏.‏ فلا يبقى موحد إلا أخرجه الله تعالى من النار، ثم ٌقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي عاصم في السنة وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة، قال الكفار للمسلمين‏:‏ ألم تكونوا مسلمين‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى‏.‏ قالوا‏:‏ فما أغنى عنكم الإسلام وقد صرتم معنا في النار‏؟‏ قالوا‏:‏ كانت لنا ذنوب فأخذنا بها‏.‏ فسمع الله ما قالوا، فأمر بكل من كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا، فلما رأى ذلك من بقي من الكفار قالوا‏:‏ يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ‏{‏الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج إسحق بن راهويه وابن حبان والطبراني وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري أنه سئل‏:‏ هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية شيئا ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ قال‏:‏ نعم، سمعته يقول‏:‏ ‏"‏يخرج الله أناسا من المؤمنين من النار بعدما يأخذ نقمته منهم لما أدخلهم الله النار مع المشركين، قال لهم المشركون‏:‏ ألستم كنتم تزعمون أنكم أولياء الله في الدنيا، فما بالكم معنا في النار‏؟‏ فإذا سمع الله ذلك منهم أذن في الشفاعة لهم، فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون حتى يخرجوا بإذن الله، فإذا رأى المشركون ذلك قالوا‏:‏ يا ليتنا كنا مثلهم فتدركنا الشفاعة فنخرج معهم‏.‏ فذلك قول الله‏:‏ ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ قال‏:‏ فيسمون في الجنة الجهنميين من أجل سواد في وجوههم، فيقولون‏:‏ يا ربنا، أذهب عنا هذا الاسم، فيأمرهم فيغتسلون في نهر الجنة فيذهب ذلك الاسم عنهم‏"‏‏.‏

وأخرج هناد بن السرى والطبراني في الأوسط وأبو نعيم، عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم، فيقول لهم أهل اللات والعزى‏:‏ ما أغنى عنكم قول لا إله إلا الله وأنتم معنا في النار‏؟‏ فيغضب الله لهم فيخرجهم فيلقيهم في نهر الحياة، فيبرؤون من حرقهم كما يبرأ القمر من خسوفه، فيدخلون الجنة ويسمون فيها الجهنميين‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ أول من يأذن الله عز وجل له يوم القيامة في الكلام والشفاعة، محمد صلى الله عليه وسلم، فيقال له‏:‏ ‏"‏قل تسمع وسل تعطه‏.‏ قال‏:‏ فيخر ساجدا فيثني على الله ثناء لم يثن عليه أحد، فيقال‏:‏ ارفع رأسك‏.‏ فيرفع رأسه فيقول‏:‏ أي رب، أمتي‏.‏‏.‏ أمتي‏.‏‏.‏ فيخرج له ثلث من في النار من أمته، ثم يقال‏:‏ قل تسمع، وسل تعط‏.‏ فيخر ساجدا فيثني على الله ثناء لم يثنه أحد‏.‏ فيقال‏:‏ ارفع رأسك‏.‏ فيرفع رأسه ويقول‏:‏ أي رب، أمتي‏.‏‏.‏ أمتي‏.‏‏.‏ فيخرج له ثلث آخر من أمته، ثم يقال له‏:‏ قل تسمع، وسل تعط‏.‏ فيخر ساجدا فيثني على الله ثناء لم يثنه أحد‏.‏ فيقال‏:‏ ارفع رأسك‏.‏ فيرفع رأسه ويقول‏:‏ رب، أمتي‏.‏‏.‏ أمتي‏.‏‏.‏ فيخرج له الثلث الباقي‏"‏‏.‏ فقيل للحسن‏:‏ إن أبا حمزة يحدث بكذا وكذا‏.‏ فقال‏:‏ يرحم الله أبا حمزة، نسي الرابعة‏.‏ قيل وما الرابعة‏؟‏ قال‏:‏ من ليست له حسنة إلا لا إله إلا الله‏.‏ فيقول‏:‏ رب، أمتي‏.‏‏.‏ أمتي‏.‏‏.‏ فيقال له‏:‏ يا محمد، هؤلاء ينجيهم الله برحمته حتى لا يبقى أحد ممن قال لا إله إلا الله، فعند ذلك يقول أهل جهنم ‏(‏ما لنا من شافعين، ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين‏)‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ يقوم نبيكم رابع أربعة، فيشفع فلا يبقى في النار إلا ما شاء الله من المشركين، فذلك قوله‏:‏ ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن شاهين في السنة، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن أصحاب الكبائر من موحدي الأمم كلها، الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين، من دخل منهم جهنم لا تزرق أعينهم ولا تسود وجوههم، ولا يقرنون بالشياطين ولا يغلون بالسلاسل، ولا يجرعون الحميم ولا يلبسون القطران، حرم الله أجسادهم على الخلود من أجل التوحيد، وصورهم على النار من أجل السجود، فمنهم من تأخذه النار إلى قدميه ومنهم من تأخذه النار إلى عقبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى فخذيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه، على قدر ذنوبهم وأعمالهم، ومنهم منن يمكث فيها شهرا ثم يخرج منها، ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج منها، وأطولهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ يوم خلقت إلى أن تفنى، فإذا أراد الله أن يخرجهم منها، قالت اليهود والنصارى ومن في النار من أهل الأديان والأوثان، لمن في النار من أهل التوحيد‏:‏ آمنتم بالله وكتبه ورسله، فنحن وأنتم اليوم في النار سواء‏.‏ فيغضب الله لهم غضبا لم يغضبه لشيء فيما مضى، فيخرجهم إلى عين بين الجنة والصراط فينبتون فيها نبات الطراثيث في حميل السيل، ثم يدخلون الجنة‏.‏‏.‏‏.‏ مكتوب في جباههم‏:‏ هؤلاء الجهنميون عتقاء الرحمن‏.‏ فيمكثون في الجنة ما شاء الله أن يمكثوا، ثم يسألون الله تعالى أن يمحو ذلك الاسم عنهم، فيبعث الله ملكا فيمحوه، ثم يبعث الله ملائكة معهم مسامير من نار فيطبقونها على من بقي فيها، يسمرونها بتلك المسامير فينساهم الله على عرشه ويشتغل عنهم أهل الجنة بنعيمهم ولذاتهم‏.‏ وذلك قوله‏:‏ ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه، عن زكريا بن يحيى صاحب القضيب قال‏:‏ سألت أبا غالب رضي الله عنه عن هذه الآية ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ فقال‏:‏ حدثني أبو أمامة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنها نزلت في الخوارج حين رأوا تجاوز الله عن المسلمين وعن هذه الأمة والجماعة، قالوا‏:‏ يا ليتنا كنا مسلمين‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم في الكنى، عن حماد رضي الله عنه قال‏:‏ سألت إبراهيم عن هذه الآية ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ قال‏:‏ حدثت أن أهل الشرك قالوا لمن دخل النار من أهل الإسلام‏:‏ ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون‏.‏‏.‏‏.‏‏؟‏ فيغضب الله لهم فيقول للملائكة والنبيين‏:‏ اشفعوا لهم‏.‏ فيشفعون لهم فيخرجون، حتى إن إبليس ليتطاول رجاء أن يدخل معهم، فعند ذلك ‏{‏يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏‏.‏

 آية - 3

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ذرهم يأكلوا ويتمتعوا‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ هؤلاء الكفرة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ذرهم‏}‏ قال‏:‏ خل عنهم‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد والطبراني في الأوسط، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لا أعلمه إلا رفعه‏.‏ قال‏:‏ صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل‏.‏

وأخرج أحمد وابن مردويه، عن أبي سعيد رضي الله عنه ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس عودا بين يديه وآخر إلى جنبه وآخر بعده‏.‏ قال‏:‏ أتدرون ما هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال‏:‏ فإن هذا الإنسان وهذا أجله وهذا أمله، فيتعاطى الأمل فيختلجه الأجل دون ذلك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الأمل وابن مردويه، عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏مثل الإنسان والأمل والأجل، فمثل الأجل إلى جانبه، والأمل أمامه، فبينما هو يطلب الأمل إذ أتاه الأجل فاختلجه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه‏:‏ ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطوطا وخط خطا منها ناحية، فقال‏:‏ أتدرون ماهذا‏.‏‏.‏‏.‏‏؟‏ هذا مثل ابن آدم، وذاك الخط الأمل، فبينما هو يؤمل إذ جاءه الموت‏"‏‏.‏

 آية 4 - 5

أخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم‏}‏ قال‏:‏ أجل معلوم، وفي قوله‏:‏ ‏{‏ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون‏}‏ قال‏:‏ لا مستأخر بعده‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الزهري رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون‏}‏ قال‏:‏ نرى أنه إذا حضر أجله، فإنه لا يؤخر ساعة ولا يقدم‏.‏ وأما ما لم يحضر أجله، فإن الله يؤخر ما شاء ويقدم ما شاء‏.‏

 آية 6 - 9

أخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{‏وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر‏}‏ قال‏:‏ القرآن‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله‏:‏ ‏{‏لو ما تأتينا بالملائكة‏}‏ قال‏:‏ ما بين ذلك إلى قوله‏:‏ ‏{‏ولو فتحنا عليهم بابا من السماء‏}‏ قال وهذا من التقديم والتأخير ‏{‏فظلوا فيه يعرجون‏}‏ أي فظلت الملائكة تعرج، فنظروا إليه ‏{‏لقالوا إنما سكرت أبصارنا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏ما ننزل الملائكة إلا بالحق‏}‏ قال‏:‏ بالرسالة والعذاب‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله‏:‏ ‏{‏وما كانوا إذا منظرين‏}‏ قال‏:‏ وما كانوا لو تنزلت الملائكة بمنظرين من أن يعذبوا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏وإنا له لحافظون‏}‏ قال‏:‏ عندنا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون‏}‏ وقال في آية أخرى‏:‏ ‏(‏لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‏)‏ ‏(‏فصلت، آية 42‏.‏‏)‏ والباطل إبليس‏.‏ قال‏:‏ فأنزله الله ثم حفظه، فلا يستطيع إبليس أن يزيد فيه باطلا ولا ينقص منه حقا، حفظه الله من ذلك والله أعلم بالصواب‏.‏

 آية 10 - 13

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الاولين‏}‏ قال‏:‏ أمم الأولين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس في قوله‏:‏ ‏{‏كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به‏}‏ قال‏:‏ الشرك نسلكه في قلوب المشركين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن في قوله‏:‏ ‏{‏كذلك نسلكه‏}‏ قال‏:‏ الشرك نسلكه في قلوبهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به‏}‏ قال‏:‏ إذا كذبوا سلك الله في قلوبهم أن لا يؤمنوا به ‏{‏وقد خلت سنة الأولين‏}‏ قال‏:‏ وقائع الله فيمن خلا من الأمم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله‏:‏ ‏{‏كذلك نسلكه‏}‏ قال‏:‏ هم كما قال الله‏:‏ هو أضلهم ومنعهم الإيمان‏.‏

 آية 14 - 15

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون‏}‏ يقول‏:‏ ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلت الملائكة تعرج فيه، يختلفون فيه ذاهبين وجائين لقال أهل الشرك‏:‏ إنما أخذت أبصارنا وشبه علينا وسحرنا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن جريج في قوله‏:‏ ‏{‏ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون‏}‏ قال‏:‏ رجع إلى قوله‏:‏ ‏{‏لو ما تأتينا بالملائكة‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ ما بين ذلك قال ابن جريج‏:‏ قال ابن عباس‏:‏ فظلت الملائكة تعرج فنظروا إليهم ‏{‏لقالوا إنما سكرت‏}‏ سدت ‏{‏أبصارنا‏}‏ قال‏:‏ قريش تقوله‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏سكت أبصارنا‏}‏ قال‏:‏ سدت‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد إنه قرأ ‏{‏سكرت أبصارنا‏}‏ خفيفة‏.‏

وأخرج ابن جرير عن قتادة قال‏:‏ من قرأ ‏{‏سكرت‏}‏ مشددة، يعني سدت، ومن قرأ ‏{‏سكرت‏}‏ مخففة، فإنه يعني سحرت‏.‏

 آية 16 - 23

أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏ولقد جعلنا في السماء بروجا‏}‏ قال‏:‏ كواكب‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة ‏{‏ولقد جعلنا في السماء بروجا‏}‏ قال‏:‏ الكواكب‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أ بي صالح في قوله‏:‏ ‏{‏ولقد جعلنا في السماء بروجا‏}‏ قال‏:‏ الكواكب العظام‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية ‏{‏ولقد جعلنا في السماء بروجا‏}‏ قال‏:‏ قصورا في السماء فيها الحرس‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وحفظناها من كل شيطان رجيم‏}‏ قال‏:‏ الرجيم، الملعون‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏إلا من استرق السمع‏}‏ فأراد أن يخطف السمع كقوله‏:‏ ‏(‏إلا من خطف الخطفة‏)‏ ‏(‏الصافات، آية 10‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إلا من استرق السمع‏}‏ قال‏:‏ هو كقوله‏:‏ ‏(‏إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب مبين‏)‏ قال‏:‏ كان ابن عباس يقول‏:‏ إن الشهب لا تقتل، ولكن تحرق وتخبل وتجرح من غير أن تقتل‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال جرير بن عبد الله ‏"‏حدثني يا رسول الله عن السماء الدنيا والأرض السفلى‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أما السماء الدنيا، فإن الله خلقها من دخان، ثم رفعها وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وزينها بمصابيح النجوم وجعلها رجوما للشياطين، وحفظها من كل شيطان رجيم‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏والأرض مددناها‏}‏ قال‏:‏ قال عز وجل في آية أخرى ‏(‏والأرض بعد ذلك دحاها‏)‏ قال‏:‏ ذكر لنا أن أم القرى مكة، ومنها دحيت الأرض‏.‏ قال قتادة رضي الله عنه، وكان الحسن يقول‏:‏ أخذ طينة فقال لها انبسطي‏.‏ وفي قوله‏:‏ ‏{‏وألقينا فيها رواسي‏}‏ قال‏:‏ رواسيها جبالها ‏{‏وأنبتنا فيها من كل شيء موزون‏}‏ يقول‏:‏ معلوم مقسوم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وأنبتنا فيها من كل شيء موزون‏}‏ قال‏:‏ معلوم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏من كل شيء موزون‏}‏ قال‏:‏ مقدر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏من كل شيء موزون‏}‏ قال‏:‏ مقدر بقدر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد في قوله‏:‏ ‏{‏من كل شيء موزون‏}‏ قال‏:‏ الأشياء التي توزن‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏من كل شيء موزون‏}‏ قال‏:‏ ما أنبتت الجبال مثل الكحل وشبهه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ومن لستم له برازقين‏}‏ قال‏:‏ الدواب والأنعام‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن منصور في قوله‏:‏ ‏{‏ومن لستم له برازقين‏}‏ قال‏:‏ الوحش‏.‏

وأخرج البزار وابن مردويه في العظمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏خزائن الله الكلام، فإذا أراد شيئا قال له كن فكان‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وإن من شيء إلا عندنا خزائنه‏}‏ قال‏:‏ المطر خاصة‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وما ننزله إلا بقدر معلوم‏}‏ قال‏:‏ المطر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن الحكم بن عتيبة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم‏}‏ قال‏:‏ ما من عام بأكثر مطر من عام ولا أقل، و لكنه يمطر قوم ويحرم آخرون، وربما كان في البحر‏.‏ قال‏:‏ وبلغنا أنه ينزل مع القطر من الملائكة أكثر من عدد ولد إبليس وولد آدم، يحصون كل قطرة حيث تقع وما تنبت ومن يرزق ذلك النبات‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ما نقص المطر منذ أنزله الله، ولكن تمطر أرض أكثر مما تمطر الأخرى، ثم قرأ ‏{‏وما ننزله إلا بقدر معلوم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ما من عام بأمطر من من عام، ولكن الله يصرفه حيث شاء، ثم قرأ ‏{‏وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رصي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ليس أحد بأكسب من أحد ولا عام بأمطر من عام، ولكن الله يصرفه حيث شاء‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما من عام بأمطر من عام، ولكن الله يصرفه حيث يشاء من البلدان، وما نزلت قطرة من السماء ولا خرجت من ريح إلا بمكيال أو بميزان‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ ما نزل قطر إلا بميزان‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن معاويه رضي الله عنه، أنه قال‏:‏ ألستم تعلمون أن كتاب الله حق‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ فاقرؤوا هذه الآية ‏{‏وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم‏}‏ ألستم تؤمنون بهذا وتعلمون أنه حق‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى‏.‏‏.‏‏!‏ قال‏:‏ فكيف تلومونني بعد هذا‏!‏‏؟‏ فقام الأحنف فقال‏:‏ يا معاوية، والله ما نلومك على ما في خزائن الله، ولكن إنما نلومك على ما أنزله الله من خزائنه فجعلته أنت في خزائنك وأغلقت عليه بابك‏.‏ فسكت معاويه‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب، وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه والديلمي في مسند الفردوس بسند ضعيف، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ريح الجنوب من الجنة، وهي الريح اللواقح التي ذكر الله في كتابه، وفيها منافع للناس‏.‏ والشمال من النار تخرج فتمر بالجنة فيصيبها نفحة منها، فبردها هذا من ذلك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور، والجنوب من الجنة وهي الريح اللواقح‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والخرائطي في مكارم الأخلاق، عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وأرسلنا الرياح لواقح‏}‏ قال‏:‏ يرسل الله الريح فتحمل الماء، فتلقح به السحاب فيدر كما تدر اللقحة ثم تمطر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ يرسل الله الريح فتحمل الماء من السحاب، فتمر به السحاب فيدر كما تدر اللقحة‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏وأرسلنا الرياح لواقح‏}‏ قال‏:‏ تلقح الشجر وتمري السحاب‏.‏

وأخرج أبوعبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن أبي رجاء رضي الله عنه قال‏:‏ قلت للحسن رضي الله عنه ‏{‏وأرسلنا الرياح لواقح‏}‏ قال‏:‏ لواقح للشجر قلت‏:‏ أو للسحاب‏؟‏ قال‏:‏ وللسحاب، تمر به حتى تمطر‏.‏

وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏وأرسلنا الرياح لواقح‏}‏ قال‏:‏ تلقح الماء في السحاب‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{‏وأرسلنا الرياح لواقح‏}‏ قال‏:‏ الرياح يبعثها الله على السحاب فتلحقه فيمتلئ ماء‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن عطاء الخراساني قال‏:‏ الرياح اللواقح تخرج من تحت صخرة بيت المقدس‏.‏

وأخرج ابن حبان وابن السني في عمل يوم وليلة، والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه، عن سلمة بن الأكوع قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح يقول‏:‏ ‏"‏اللهم لقحا لا عقيما‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن عبيد بن عمير قال‏:‏ يبعث الله المبشرة، فتعم الأرض بماء، ثم يبعث المثيرة فتثير السحاب فيجعله كسفا، ثم يبعث المؤلفة فتؤلف بينه فيجعله ركاما، ثم يبعث اللواقح فتلحقه فتمطر‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن عبيد بن عمير قال‏:‏ الأوراح أربعة‏:‏ ريح تعم وريح تثير تجعله كسفا، وريح تجعله ركاما وريح تمطر‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم في قوله‏:‏ ‏{‏لواقح‏}‏ قال‏:‏ تلقح السحاب، تجمعه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سفيان في قوله‏:‏ ‏{‏وما أنتم له بخازنين‏}‏ قال‏:‏ بمانعين‏.‏ وفي قوله‏:‏ ‏{‏ونحن الوارثون‏}‏ قال‏:‏ الوارث، الباقي‏.‏